0
الجمعة 21 حزيران 2024 ساعة 16:44

مقابر دارفور تتوسع.. المرض وسوء التغذية يفتكان بحياة السودانيين

مقابر دارفور تتوسع.. المرض وسوء التغذية يفتكان بحياة السودانيين
فخلال أسبوعين فقط في أيار الماضي، اشتملت القوائم على أسماء 28 طفلا. أما سبب الوفاة فهو سوء التغذية والمرض، وفقا للزعماء المحليين.
 
ومن بين هؤلاء الأطفال مشتهى.. وهي رضيعة توفيت بينما كان عمرها سبعة شهور فقط. وعانت من الإسهال الحاد والقيء، مما أدى إلى إصابتها بسوء التغذية. ولم تكن عائلتها تملك مالا لشراء الدواء وبعد أن نفد الطعام اقتاتوا على وجبة واحدة في اليوم عبارة عن طبق من العصيدة.
 
وفي مخيم زمزم المزدحم بالنازحين، حيث يعيش حاليا مئات الآلاف، توسعت المقبرة الواقعة على الطرف الجنوبي للمخيم في النصف الأول من عام 2024 بوتيرة أسرع نحو ثلاثة أمثال مقارنة بالنصف الثاني من العام الماضي.
 
وإجمالا، حُددت 14 مقبرة في خمسة تجمعات سكنية في أنحاء دارفور توسعت بسرعة في الأشهر الماضية. وزادت المدافن المحفورة حديثا في هذه المقابر بمعدل أسرع ثلاث مرات في النصف الأول من عام 2024 مقارنة بالنصف الثاني من العام الماضي. علاوة على ذلك، جاءت هذه الزيادة إلى جانب توسعات كبيرة سابقة بالفعل حيث شهدت المنطقة أسابيع من العنف في الأشهر الستة الأخيرة من عام 2023 أسفرت عن مقتل كثيرين.
 
وحذّر تقرير صدر حديثا عن معهد كليجندال الهولندي للأبحاث من ارتفاع معدل الوفيات المرتبطة بالجوع في السودان، مشيرا إلى أن هذه المقابر "بمثابة إنذار مبكر" وإنه "كلما طال أمد الحرب، كلما تفاقمت المشكلة".
 
وتكشف صور الأقمار الصناعية عن مدى انتشار الجوع والمرض بسرعة في السودان، وهو ما يتضح أيضا من خلال بيانات انعدام الأمن الغذائي والصور ومقاطع الفيديو للأطفال المصابين بالهزال والمقابلات مع عشرات الأشخاص من 20 تجمعا سكنيا في أنحاء دارفور.
 
بالتوازي، تشير التقديرات إلى أن إنتاج الحبوب في دارفور وكردفان، وهي منطقة أخرى تضررت بشدة من الحرب، سيقل بنسبة تصل إلى 80 بالمئة عن المتوسط في عام 2023، وفقا لتقرير أصدرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في آذار.
 
وقال توم بيرييلو المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان لرويترز هذا الشهر إن قوات الدعم السريع والجيش يتحملان المسؤولية عن أزمة الغذاء.
 
وأضاف أن قوات الدعم السريع حرقت المحاصيل ونهبت المخازن، بينما يلعب الجيش السوداني الآن بأوراق "عبور الحدود والخطوط الفاصلة ويسمح بموت شعبه".
 
في السياق، ذكر أطباء وزعماء محليون في دارفور تم الاتصال بهم هاتفيا أن الآباء يلجأون إلى الأساليب التقليدية في محاولة يائسة لمساعدة أطفالهم المرضى. وقالوا إن بعض الآباء استخدموا سيقان النباتات لربط أيدي أطفالهم اعتقادا منهم بأنها ستعالجهم من سوء التغذية. وغلى آخرون البذور ووضعوها في مؤخرات أطفالهم أملا في علاجهم من الإسهال.
 
ويقول خبراء الأمن الغذائي والتغذية إن في أزمة مثل تلك التي يشهدها السودان، حيث انهارت المنظومتان الغذائية والطبية، يتلازم سوء التغذية والمرض.
رقم : 1142999
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم