هجمات صاروخية فعالة
بما لا شك فيه، تشير تصريحات القبطان روبرتسون إلى أن الصواريخ الباليستية التي تستخدمها "أنصار الله" تشكل تهديداً كبيراً للسفن الحربية الداعمة للكيان، بما فيها المدمرة "يو إس إس كارني"، وإن التعامل مع صواريخ أسرع من الصوت يتطلب اتخاذ قرارات في غضون 15 إلى 30 ثانية فقط، مما يضع ضغطاً هائلاً على الأنظمة الدفاعية والبشرية على حد سواء، وهذا التحدي يعكس تطور الإمكانات الصاروخية لدى "أنصار الله"، والتي أكد قائدها عبد الملك الحوثي على أنها لا يمكن تفاديها ومنعها.
ومن الجوانب المثيرة للاهتمام في تصريحات أمريكا هو التفاوت الكبير في التكلفة بين الهجمات والدفاعات، فقد أطلقت المدمرة الأميركية صواريخ تبلغ قيمتها مليون دولار على طائرات بدون طيار تبلغ قيمتها ألف دولار فقط، هذا التفاوت يكشف عن تأثير مالي كبير على القوات الأميركية، حيث يجب عليهم استخدام موارد باهظة الثمن للتصدي لهجمات منخفضة التكلفة نسبياً، بالإضافة إلى ذلك، اضطرت المدمرة "كارني" إلى التوقف في الميناء لتحميل صواريخ إضافية، مما يشير إلى تعقيدات لوجستية قد تؤثر على فعالية العمليات البحرية الأميركية في المنطقة.
وتأتي هذه الهجمات في سياق دعم "أنصار الله" للشعب الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي المستمر، مما يضيف بعداً سياسياً للصراع، والهجمات المتكررة على السفن الإسرائيلية تشير إلى أن "أنصار الله" يسعون لتوسيع نطاق دعمهم لأشقائهم الفلسطينيين خارج حدود اليمن، مستهدفين مصالح إقليمية ودولية للكيان الإسرائيلي، وهذه التطورات قد تؤدي إلى تصعيد الضغط على تل أبيب وواشنطن في المنطقة، مما يستدعي استجابة عربية للضغط المماثل ومساعدة غزة.
وتعكس التصريحات الأمريكية مدى تعقيد وصعوبة التصدي لهجمات "أنصار الله" اليمنية في البحر الأحمر، وإن التطور التكنولوجي للإمكانات الصاروخية لجماعة "أنصار الله" يفرض تحديات كبيرة على البحرية الأميركية، مما يثير تساؤلات حول قدرة الدفاعات البحرية الحالية على التعامل مع هذه التهديدات، في ظل التكاليف المالية واللوجستية العالية والتداعيات السياسية المحتملة.
فشل الغارات الأمريكية والبريطانية
إن هذه العمليات المستمرة التي يقوم بها جيش صنعاء تؤكد في الواقع أن الغارات التي تقوم بها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة غير مجدية ولا تؤثر على القدرات العسكرية لصنعاء، وإن القصة الأمريكية حول تأثير الضربات على قدراتهم العسكرية هي مجرد هواية لإنقاذ ماء الوجه كمايقولون، ويعترف الأمريكيون بأنهم لا يستطيعون منع الضربة اليمنية بدءا من الرئيس والقادة العسكريين إلى السفن المرتبطة بإسرائيل.
وفي سياق هذا الموضوع إن رحلات التجسس والأقمار الصناعية لا يمكنها التمييز بين الصواريخ والمسيرات الحقيقية أو المسيرات المحاكاة، حيث تستهدف الغارات الأمريكية البريطانية أحيانا نماذج ومسيرات صاروخية تستخدمها صنعاء لإلهاء العدو واستنزافه، ولا تستطيع واشنطن تقديم معلومات عن مجال وجود الأسلحة في اليمن، وعلى الرغم من قوة وكالات الاستخبارات الأمريكية، لا توجد صورة كاملة لتخزين وإنتاج المعدات العسكرية في اليمن.
وإن استنفاد هذه القدرة الأمريكية ليس بالأمر السهل، لكن صواريخ توماهوك التي تستخدمها البحرية الأمريكية لتحقيق بعض الأهداف، خاصة في اليمن غالية الثمن، وسعر صاروخ 1 من هذا النوع يتجاوز أكثر من 150 مليون دولار، ومخزون البحرية الأمريكية من هذا النوع من الصواريخ صغير جدا، وإذا علقتم على هذا الموضوع، وتقول الصحف الأمريكية:"استهلكت الضربة الافتتاحية للحوثيين 80 صاروخا من طراز توماهوك للهجوم البري،هذا هو أكثر من نصف إنتاج توماهوك السنوي".
وإن أن أحد أسباب فشل التحالف الأمريكي البريطاني هو أن غالبية دول العالم رفضت الانضمام إلى تحالفهم، وخاصة الدول الأوروبية، والدول المجاورة للبحر الأحمر، ناهيك عن عدم شرعية هذه الهجمات التي شنت دون دعم القانون الدولي، ودون إخطار مجلس الأمن، وحتى دون إخطار أعضاء الكونغرس الأمريكي.