وتأتي هذه الاعتداءات، بحسب مصادرنا في إطار محاولة الاحتلال، لتهديد اللاجئين من سكان القرى الواقعة على الحافة الأمامية.
وفي المقابل، استمرت عمليات المقاومة الإسلامية، في لبنان، باتجاه المواقع والمستوطنات الإسرائيلية، في إطار الدعم لغزة، والرد على الاعتداءات على القرى اللبنانية.
وأشار مصدر ميداني إلى أنّ المقاومة وسعت من نطاق عملياتها تجاه مستوطنات جديدة نحو عمق جديد، وهو ما تمثل في استهدافها مستوطنة "يسود حمعالا" الواقعة في الجليل الأعلى على عمق 11 كلم من الحدود اللبنانية الفلسطينية.
وبحسب المصدر يضع هذا الاستهداف الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، أمام مسار تصعيدي، تريد المقاومة منه إرسال رسالة للاحتلال، مفادها أن التصعيد بحق القرى الجنوبية في لبنان، سيعني حكماً مزيداً من النزوح للمستوطنين، والمزيد من الضغوط على حكومة الاحتلال.
وهذا إضافة إلى استهداف مستوطنات "المنارة"، و"المطلة" الحدوديتين، وموقعي "الراهب" و"زبدين"، في مزارع شبعا المحتلة.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن رئيس المجلس الاستيطاني في مستوطنة "نهاريا"، رونين مارلي، تأكيده أن وابل الصواريخ والطائرات المسيّرة في الشمال، يُعَدّ "أكبر كارثة عرفتها إسرائيل منذ قيامها".
وبالتوازي مع عمليات المقاومة اللبنانية يواصل المقاومون في طولكرم، شمالي غربي الضفة الغربية، التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي المقتحِمة منذ ساعات الفجر .
وأعلنت كتائب شهداء الأقصى - طولكرم خوضها اشتباكاتٍ ضاريةً مع قوات الاحتلال المقتحِمة مدينة طولكرم من عدة محاور، وذلك الأسلحة الرشاشة و العبوات المتفجرة.
وأكدت أنّها فجّرت عدداً من العبوات شديدة الانفجار بآليات الاحتلال في مخيم طولكرم، الذي اقتحمته القوات الإسرائيلية فجراً.
وأمام استمرار تصدي المقاومين، دفع "جيش" الاحتلال بتعزيزات عسكرية جديدة في اتجاه مخيم نور شمس في طولكرم، حيث أطلقت قواته النار في اتجاه المنازل.
ودوى انفجار كبير في حي المنشية في مخيم نور شمس، وسُمعت أصوات انفجارات كثيرة في أكثر من مدينة في الضفة الغربية.
وأعلنت كتيبة طولكرم في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، استهدافها قوات الاحتلال وآلياته بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات الناسفة المعدّة مسبقاً، مؤكدةً تحقيق إصابات مباشرة في صفوفها.
وأعلنت الكتيبة أيضاً أنّها تمكّنت من تفجير عبوة ناسفة شديدة الانفجار معدّة مسبقاً في جرافة عسكرية إسرائيلية من نوع "D9"، في شارع المنشية. وأشارت إلى أنّ مجاهديها مستمرون في الاشتباك مع القوات الإسرائيلية في محاور القتال.
كذلك، أكدت أنّ الاحتلال فشل في مواجهة المقاومين، فلجأ إلى معاقبة أبناء المخيم عبر تدمير البنية التحتية والمنشآت المدنية.
من جهتها، هدمت قوات الاحتلال منزلاً في مخيم نور شمس وجرفت عدداً من الشوارع، بعدما عمدت إلى إلحاق دمار كبير بالبنية التحتية فيه خلال ساعات الفجر.
وانقطعت الكهرباء عن المخيم بصورة كاملة، بالتزامن مع الاقتحام الذي نفّذته القوات الإسرائيلية واعتداءاتها. وبحسب ما نقلته مراسلة الميادين، دمّرت قوات الاحتلال عدداً من مركبات الفلسطينيين في نور شمس.
وبالتوازي مع اعتدائها على نور شمس في طولكرم، اقتحم عدد من الآليات الإسرائيلية بلدة عنبتا، شرقي المدنية، من حاجز عناب.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة أريحا، جنوبي شرقي الضفة الغربية، حيث شنّت حملة مداهمات طالت محال للصرافة. وفي قرية أم صفا، شمالي رام الله، اندلعت مواجهات بين المقاومين والقوات المقتحِمة.
كذلك، اقتحمت القوات الإسرائيلية مخيم شعفاط في القدس المحتلة.
في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام فلسطينية باعتقال الاحتلال الشابين يامن محمود رابي ومحمد زياد حسين، وذلك بعد اقتحام منزليهما وتخريب المحتويات فيهما، في بلدة عزون، شرقي قلقيلية، شمالي الضفة الغربية.
وفي بلدة بيت أمر، شمالي الخليل، جنوبي الضفة، اعتقلت القوات الإسرائيلية الأسير المحرر أكثم يوسف إخليل، بعدما اعتدت عليه بالضرب، والطفل رعد عوض حسن. وكما في عزون، تخلّل عمليتي الاعتقال اقتحام المنزلين وتخريب المحتويات.
يُذكر أنّ كتائب شهداء الأقصى خاضت، فجر اليوم، اشتاباكاتٍ ضاريةً ضدّ القوات الإسرائيلية خلال اقتحامها مخيم عسكر، شرقي نابلس، شمالي الضفة الغربية، بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة.
وحققت "شهداء الأقصى" إصاباتٍ مؤكدةً في صفوف قوات الاحتلال وآلياته قبل انسحابها.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني،عند الفجر، بإصابة شاب و3 أطفال برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها المخيم.
وصعّد الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه على مدن الضفة الغربية وبلداتها منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بالتوازي مع عدوانه المتواصل على قطاع غزة.
وأمام مواصلة المقاومة في الضفة الغربية التصدي لقوات الاحتلال في الاقتحامات متكررة، تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن وجود قلق كبير لدى "الجيش" الإسرائيلي من تهديد العبوات الناسفة القاتلة في الضفة الغربية.
وحذّر الإعلام الإسرائيلي من وجود تحوّل في الضفة الغربية إلى ما يشبه غزة ولبنان، في إشارة إلى تطوّر مسار العمليات العسكرية في الضفة، والأسلحة والقدرات التي يمتلكها المقاومون فيها.