وفيما يلي نص البيان:
بسم اللّه الرّحمن الرّحیم «قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَ نَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ»
مرة أخرى نشاهد انتهاكاً سافراً لجميع موازين الإنسانية والأخلاقية والسياسية والعهود الدولية من الكيان الصهيوني المحتل الغاصب، وها هو اغتيال أكبر قيادي للمقاومة الفلسطينية، وهو الرجل المجاهد المتفاني في الجهاد المقدس الدكتور إسماعيل هنية من تحرير الأراضي المقدس وارجاعها إلى أصحابها المظلومين.
نعم، هذا الفقيدُ الكبير طالما كان مشروعَ الشهادة فی طريق تحريرِ فلسطينَ العزيزة، حاملاً روحَهُ على أكفّهِ، یقدمها الی الله في سبيل قضية المسلمین الأعلی وضحى بكوكبة من أسرته شهيداً دون هذا الهدف الأسمى فكان التِحاقُهُ بهم أمنیة يتمناها. وهو کان من مدرسةٍ شعارها: "القتلُ لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة"، وقد اختار هذا الطريق بوعي وبصيرة، حيث كان شيخا من رجال الدين فرحمة الله عليه وتغمده الله برضوان وأسكنه فسيح جنانه.
وعدوه لم يجن من هذه الجناية إلا الخسران والخزي، لأن ما يرتكبه ليس رشادة ولا قوة، بل هو فعل الجبان والمذبوح ومن وقع من مستنقع لا يجد المخرج منه.
نعم، إن الكيان الصهيوني ما يستعرضُه لیس الا الغدرِ والفجورِ بمنظر العالم وقتل النساء والاطفال الرضع حیث شعر بأنه عاجز عن مواجهة الابطال المجاهدين في غزةَ الأبيةِ الصامدة، ولبنانَ، واليمنِ، والعراقِ، وحتى المظلومين الذين يعيشون تحت هيمنة هذا الكيان الغاصب. وأنا أرى ما يفعله هذا الكيان في الآونة الاخيرة ليس إلا مصداقا لقول الله تعالى: «يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَ أَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ» وفي هذه المرة قام بعمل وقیح يتناسبُ مع طبيعتهِ الشيطانية - على استهدافِ رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس الشهيد إسماعيل هنية رحمه الله في مقرِّ استضافته في طهران، وكما قال إمام المقاومة الإمام الخامنئي دام ظله: «إن الكيان الصهيوني الجاني الإرهابي بهذه الجريمة التي ارتكبها مهّد لنفسه معاقبة شديدة وقد نرى من واجبنا طلب ثأره حيث قد استشهد في حريم الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
ويتزامن هذه الجريمة مع جريمة أخرى نكراء من المحتل الأمريكي وهي قصف المرابطين في قطاع جرف الصخر من قطاعات المرابطة على حدود العراق وقتل عدد من المجاهدين الابطال من اهل العراق مما فيه انتهاك لسيادة العراق واعتداء على الخلص من الشعب ولكن العدو يزعم بانهم يسقطون قتلى ولا يدري انهم يرتفعون شهدا ويزيدون الشعب عزما وثباتاً تغمد الله الشهداء برحمته وغفرانه واسكنهم فسيح جنانه وألهم لذويهم الصبر والسلوان واجر الصابرين بغير حساب.
وأنا بدوري أتقدم الى ساحة بقية الله العظمى ونائبه المُفَدّى وسائر مراجع العظام والحوزات العلمیة والشعوب المقاومة لا سيما الشعب الفلسطيني المظلوم المقتدر وأسرة شهيدنا الغالي الكريمة باحر التعازي، وأسأل الله تعالى أن يعجل في إزالة هذه الغدة الخبيثة ونصرة المقاومة بفضله ومنّه، ويتغمد شهيدنا وسائر شهداء المقاومة بواسع رحمته وحنانه. كما أوصي جميع المؤمنين أن يشاركوا مشاركة حاشدة في المجالس التأبينية لهم لأن المشاركة فيها مصداق لواجب التولي والتبري. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ممثِّل سماحة آية اللّه العظمى الإمام الخامنئي دام ظله في العراق
وعضو مجلس خبراء القيادة في الجمهورية الإسلامية
السيد مجتبى الحسيني - النجف الأشرف
٢٥ محرم الحرام ١٤٤٦
مكتب ممثل الإمام الخامنئي«دام ظله» في العراق