ويحذر باحثون وحقوقيون من الكارثة في السودان ، في وقت يتزامن مع الصراع في أوكرانيا وما ينتج عنها من أزمات، سواء إنسانية أو أخلاقية أو غيرها، ما يستدعي للمطالبة بتدخل أممي لتعريف مفهوم الإنسانية.
كارثة غير مسبوقة!
منظمة الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر بشأن مجاعة وشيكة في السودان، ليحدد ممثل المنظمة في السودان شبل صبحاني خطورة الوضع بعد حوالي سنة ونصف السنة من الصراع فين الجيش وقوات الدعم السريع.
في وقت تظهر تحديات كبيرة أمام الجهود الأممية والإنسانية ليصبح التدخل الأممي حاجة ملحة تتطلب فاعلية أقوى على الأرض، ليبين صبحاني أن أكثر من 80 % من المراكز الصحية في مواقع الصراع باتت خارج الخدمة، بنقص العمال ونقص الإمدادات والمواد الطبية.
صبحاني أضاف أن تعرض المرافق الصحية لتبعات الهجمات خلف 55 وفاة و104 مصابين خلال أقل من شهرين فقط، ما يتطلب تدخلاً أممياً إنسانياً لإنقاذ ما تبقى من المنظومة الصحية.
تحذير أممي
الأمم المتحدة عبر وكيل الشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، تحذر من الهجومات والصراع المستمر في السودان، الذي يتسبب بمقتل الأبرياء بشكل عشوائي إضافة لرصد حالات عنف ضد النساء وانتشار الجوع وفق عوامل متعددة تؤدي لذات النتيجة الكارثية.
في المقابل، يرى بعض المعنيين بالشأن الحقوقي أن هناك أهداف خفية وراء المطالبات بالتدخل الأممي، تتكشف عنها ما تسمى بـ تسييس المساعدات الإنسانية.
وتظهر بيانات عن تمويل أممي للسودان بحوالي 6 % من اجمالي المبالغ المطلوبة من الجهات المانحة، في حين قدمت أمريكا 4،59 % من المبلغ المطلوب للسودان، كما أن المساعدات للنازحين قد انقطعت من المنظمات وواشنطن ودول الجوار، وتوقف المساعدات لحوالي 559 ألف لاجئ سوداني في مخيمات بدولة تشاد، بفعل نقص التمويل، ولاجئون بمناطق اخرى يزالون تحت خطر المجاعة بحوالي 1،5 مليون لاجئ كحصيلة إجمالية.
مقابل ذلك، تكشف أرقام غربية عن تقديم مبالغ كبيرة من أمريكا لأوكرانيا منها ما يتجاوز 100 مليار دولار، كما قدم الاتحاد الأوروبي أكثر من 65 مليار يورو لها، ومنها مساعدات غذائية وعسكرية وأسلحة ومواد طبية، كما تكشف البيانات عن مساعدات فرنسية في الطريق إلى أوكرانيا بقيمة 3 مليارات يورو، ومن واشنطن حوالي 6 مليارات يورو، ومن ألمانيا 1،1 مليار يورو، ومعظمها مساعدات عسكرية وأخرى إنسانية، وفقاً لإحصائيات غربية.