تحليل الموقف:
1. التطبيع مع إسرائيل ومشروع "الشرق الأوسط الجديد":
o تسعى بعض الدول الخليجية، مثل السعودية والإمارات، إلى تعزيز علاقاتها مع إسرائيل لتحقيق مصالح استراتيجية واقتصادية. يُعتقد أن هذه الدول ترى في التعاون مع إسرائيل فرصة لدمج الموارد المالية الخليجية مع التكنولوجيا الإسرائيلية، مما قد يؤدي إلى خلق نموذج مشابه للاتحاد الأوروبي في المنطقة.
2. مواجهة النفوذ الإيراني:
o تعتبر إيران داعمًا رئيسيًا لحركات المقاومة الفلسطينية ولها وجود مؤثر في سوريا ولبنان. تسعى بعض الدول العربية إلى تقليص هذا النفوذ كونه يُعتبر عقبة أمام مشاريع التطبيع مع إسرائيل. لذلك، قد يكون دعم قوى إسلامية معينة في سوريا، مثل قوات أحمد الشرع، جزءًا من استراتيجية لموازنة النفوذ الإيراني في المنطقة. خصوصا ان السعودية يمكنها الاعتماد على الشرع لضرب نفوذ ايران في كل من لبنان والعراق دون اي تدخل منها سوى بالتمويل.
3. تغيير مواقف القوى الإسلامية:
o أبدى أحمد الشرع، بعد توليه الرئاسة في سوريا، استعدادًا للتفاوض والسلام مع جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل، دون شرط انسحابها من الاراضي السورية المحتلة. هذا التغير في الموقف قد جعله شريكًا مقبولًا للدول العربية الساعية للتطبيع مع إسرائيل.
4. الاستفادة من القوى العاملة السورية:
o تحتاج المشاريع الكبرى في المنطقة، مثل مشروع نيوم، إلى أيدٍ عاملة ماهرة. قد يُنظر إلى السوريين كمصدر لهذه العمالة، مما يعزز دمجهم في المشاريع الإقليمية المستقبلية.
تقرير خبري:
استيقظ السوريون اليوم على مشاهد مروعة لضحايا، معظمهم من النساء والأطفال والأطباء والمهندسين والأكاديميين، الذين تم قتلهم بسبب انتمائهم للطائفة العلوية في مناطق الساحل السوري.
وفي حين كانت أكبر المجازر في بانياس، حيث قُتل ما يزيد عن 170 مواطنًا سوريًا، شهدت العديد من القرى في أرياف اللاذقية وطرطوس وحماة مجازر جماعية أيضًا، ولم يتمكن المواطنون من الوصول إليها بعد لإحصاء أو دفن الضحايا.
وبحسب شهادات متعددة، تم قتل عائلات بأكملها رميًا بالرصاص، وسرقة محتويات المنازل من قبل مجموعات إسلامية متشددة قدمت من إدلب وريف حلب وحمص، واستباحت القرى تحت غطاء قوات الأمن السورية.
كما قُتل رجال دين من الطائفة السنية بسبب دعوتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى عدم قتل المدنيين في الساحل.
وتؤكد التطورات السورية أن الاحتقان الشعبي ازداد سخطًا على النظام الجديد الذي يستخدم مصطلح "فلول النظام"، وهو ما لا ينطبق على الحقيقة. وبات الدروز يتمسكون أكثر بسلاحهم، خشية تعرضهم لاحقًا لجرائم إبادة في السويداء، كما يتعرض حاليًا العلويون في الساحل.
وعلمت مصادر حقوقية أن هيئات دولية باشرت بتوثيق الجرائم لتقديمها إلى المحاكم الدولية ومحاسبة المسؤولين في السلطات السورية الجديدة.
وبرزت تساؤلات عن دور تركي محتمل في غض الطرف عن أعمال تلك المجموعات، بعد حصول توترات دبلوماسية وسياسية بين أنقرة وطهران بشأن سوريا.
وفي سياق متصل، هاجم وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الرئيس السوري أحمد الشرع، متهمًا إياه بتنفيذ ما وصفه بـ "المذابح" بحق الطائفة العلوية في سوريا.
من جهته، نفى الشرع هذه الاتهامات، مؤكدًا التزامه بحماية جميع مكونات الشعب السوري والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية.