ولا ننسى ابدا معاناة المعارضين العلمانيين في مناطق سيطرة الحركات الاسلامية المتطرفة في الغوطة وحمص وحلب حيث كان مضطهدين ومستهدفين ومنبوذين بعدما قادوا هم الثورة في اشهرها الاولى وهم من اطلق التنسيقيات فاضطر ابرز رموز التظاهرات الاولى الى الفرار بجلدهم ليس من بشار الاسد فقط بل من زهران علوش وابو محمد الجولاني ومن الاف من امثالهم من الاسلاميين الذين اطلقهم بشار والاميركيين من السجون لسرقة الثورة وقد نجحوا في ذلك وها هو نظام تنظيم القاعدة الارهابي بقيادة زعيم تنظيم القاعدة الارهابي هو من يحكم سوري.
هذه الجماعات، التي تتبنى الفكر الوهابي المتشدد قتلت المثقفة الثورية رزان زيتونة بتهمة التواصل مع الCIA , ومن اعدمها هو جيش الاسلام الممول من المخابرات السعودية حليفة السي اي ايه ولكنهم قتلوها كرها بالعلمانيين لا كرها بالاميركيين لان جيش الاسلام دربه ضباط القوات الخاصة الاميركيون المرتزقة المتقاعدين عبر شركة خاصة استأجر خدماتها بندر بن سلطان.
تلك التنظيمات التي تحكم سورية واحدة منها لم تكتفِ بمحاربة النظام فحسب، بل وجهت سلاحها أيضًا نحو الشخصيات المعارضة الأخرى التي لا تتبنى نفس الفكر المتطرف.
منذ بداية الثورة، انخرطت فصائل معارضة متعددة في القتال ضد النظام، وكان من بينها جماعات ذات توجهات إسلامية معتدلة وأخرى علمانية. ومع تصاعد الصراع، ظهرت جماعات متطرفة تبنت الفكر الوهابي، مثل "جبهة النصرة" بقيادة أحمد الجولاني، والتي أصبحت فيما بعد "هيئة تحرير الشام". هذه الجماعات سعت إلى فرض رؤيتها المتشددة على المناطق التي سيطرت عليها، مما أدى إلى صدامات دامية مع الفصائل المعارضة الأخرى.
المفارقة تكمن في أن العديد من هؤلاء المعارضين غير التكفيريين، الذين حلموا بسوريا حرة وديمقراطية، وجدوا أنفسهم في مواجهة مع جماعات أكثر تطرفًا من النظام الذي ثاروا ضده.
فبدلاً من تحقيق أهدافهم في الحرية والكرامة، أصبحوا عرضة للقمع والاضطهاد من قبل هذه الجماعات المتشددة، التي لا تتردد في استخدام العنف لفرض أيديولوجيتها.
هذه التطورات أضافت تعقيدًا جديدًا للمشهد السوري، حيث بات المدنيون والمعارضون المعتدلون محاصرين بين مطرقة النظام وسندان الجماعات المتطرفة. ومع استمرار الصراع، تزداد معاناة هؤلاء الذين كانوا يأملون في مستقبل أفضل لبلادهم، ليجدوا أنفسهم ضحايا لأطراف متعددة في حرب لا ترحم.
إن هذه المفارقة تسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجهها الثورات الشعبية عندما تُختطف من قبل جماعات متطرفة، وتؤكد على أهمية التمسك بالمبادئ الأساسية للثورة لضمان تحقيق الأهداف المرجوة دون الانحراف نحو مسارات تزيد من معاناة الشعوب.
دوير بعبدة مثال