0
الثلاثاء 10 حزيران 2025 ساعة 14:32

واشنطن تخلق "ثُلّة آمنة" لها في سوريا عبر نفوذ دائم بقاعدة التنف

واشنطن تخلق "ثُلّة آمنة" لها في سوريا عبر نفوذ دائم بقاعدة التنف
إن استبعاد “التنف” من سياق الانسحاب العسكري الأمريكي يعدّ خطوة معبرة عن نيّة واشنطن الرافضة للتخلي عن دورها في مفاصل الصراع السوري. صحيح أن القوات الأمريكية المتبقية قليلة، لكن وجودها في التنف يعني أن واشنطن تعتزم الاحتفاظ بآلية رقابية تتحوّل إلى مرجعية أمنية واستراتيجية.

التحليل الذكي لهذا الترتيب يدل على أن واشنطن قصدت أن تترك أثرًا دائمًا، بنمط “قاعدة مراقبة”، تسمح لها بالتحرك السريع عند أي طارئ من جهة، وبإرسال رسائل سياسية أنه لا مجال لتفريطها بحضورها المباشر في سوريا. فعملية الانسحاب ليست خروجًا كاملًا، بل إعادة انتشار منضبط نحو نموذج أمني مزدوج: بين تقليص التكلفة العسكرية وضبط المخاطر السياسية.

في الإطار الأوسع، يعكس هذا الاتجاه رغبة أمريكية مجددة في إنشاء "محاور نفوذ داخل سوريا" تتوازى مع مصالح شركاء جدد أو قائمة. الهيكل الجديد بالمنطقة لا يسعى فقط إلى منع فراغ أمني، بل يصب أيضًا في سياسات الضغط على الفاعلين المحليين، وربما إعادة صياغة مواقع النفوذ في أي حل مستقبلي.

هذا الموقف الأميركي رسالة واضحة: التنف لم يعد مجرد قاعدة عابرة، بل حصن نفوذ ومركز مراقبة دائم. وهو ما يعني أن واشنطن تشارك في مستقبل سوريا وفق منهج "تقاسم القوة"، وليس فقط سياسة تفريغ عسكري.
رقم : 1213961
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم