العدو يغتال الحقيقة في غزة ... دفنت الأجساد وبقيت رائحة الدم

لا يزال الدم أحمر وكأنه يقطر من الجسد، بالرغم من أن الأجساد قد ووريت الثرى. رائحة الدم لا تزال حاضرة تغلق باب مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة.

الفراش المحترق والخيمة والقليل من الطعام الذي كانوا يريدون تحضيره لا يزال باقياً، بعد هذا الاستهداف المباشر لخيمة الصحافيين. 
الشهداء هم:

1. أنس الشريف – مراسل بارز لقناة الجزيرة، يبلغ من العمر 28 عامًا، كان معروفًا بلمساته الإنسانية في البث وصور المعاناة اليومية في غزة .

2. محمد قريّقة – مراسل الجزيرة البالغ من العمر 33 عامًا، عُرف بأسلوبه الفصيح والتغطيات الميدانية المؤثرة .

3. إبراهيم زاهر – مصوّر ميداني يبلغ من العمر 25 عامًا، من مخيم جباليا.

4. معمن عليوة – مصوّر آخر ضمن فريق التغطية، لم تُعلن وسائل الإعلام أو الجزيرة عن عمره ومكان ولادته بدقة .
5. محمد نوفل – مساعد ميداني للفريق الصحفي .

• ولم يسلّم كيان الاحتلال للسلطات أي تفاصيل أو إنذارات سابقة، بل دافع عن نفسه بادعاء أن “أنس الشريف هو قائد خلية إرهابية” — ادعاءات نفـتها الجزيرة وجميع المنظمات الدولية المعنية .



لماذا أضاف العدو إلى مسلسله الإجرامي هذه الجريمة؟

1. صياغة خطاب الخوف
استهداف الصحفيين هو رسالة واضحة: أي من ينقل الحقيقة معرض للإسكات، ورؤيتهم وقتلهم لن يجعل الإعلاميين الآخرين يتراجعون فحسب، بل يرهبونهم.

2. طمس الحقائق من مصدرها
الصحفيون هم شهود العيان، واستهدافهم يهدف إلى تعطيل القدرة على نقل الوقائع الميدانية للعالم، والعمل على إضعاف المقاومة الإعلامية.

3. استهداف ممنهج ضد الصحافة المستقلة
هذا الاعتداء يندرج ضمن سلسلة طويلة من الجرائم التي تشمل استهداف المنصات والمكاتب الصحفية، وهي تؤكد أن الصمت الدولي ليس جوابًا كافيًا.

4. خرق صارخ للقانون الدولي الإنساني
المادة 79 من البروتوكول الأول لاتفاقيات جنيف تحمي الصحفيين خلال النزاعات المسلحة، واستهدافهم يعد جريمة حرب. صمت الهيئات الدولية يشكل خطرًا إضافيًا .



الرسالة للعالم

الحادثة اليوم ليست مجرد حادث عرضي، بل مقتل، وأكبر من ذلك: محاولة ممنهجة لمحو الحقيقة وأهلها. الوطن العربي والعالم الحر مدعوّان إلى:

• الضغط من أجل تحقيق دولي فوري.

• محاسبة العدو أمام المؤسسات المعنية (مثلاً: المحكمة الجنائية الدولية).

• دعم الصحفيين وحماية مراسلين الميدان مؤقتًا ولوجستيًّا.

أنس الشريف ومحمد قريّقة وإبراهيم زاهر ومعمن عليوة ومحمد نوفل شهداء في سبيل نقل الحقيقة، وإن مغادرتهم لا تعني توقف الحقيقة بل تذكّرٌ بقوة الكلمة ووفاء للرسالة.