ان عملية الاغتيال لم تكن بالسهلة، لأن الإشكالية التي واجهت متخذي القرار هي أن الشهيد مغنية كان يتخذ اجراءات أمنية مشددة، كما أنه كان يقظا بكل تحركاته وتنقلاته، وكان يغير شكل وجه من خلال عمليات تجميلية،وكان يسافر في سيارة يوجد معه مرافقين وحراس لم يمكن معرفة هويتهم.
ان اعتقال " علي موسى دقدوق" أحد كبار قسم عمليات الخارج في حزب الله الذي اعتقل من قبل قوات الأمن العراقية بجانب ضريح الامام الحسين في كربلاء، تم تسليمه الى محققي الاستخبارات الأمريكية، وهؤلاء عرفوا كيف يقدرون جيدا الغنيمة التي سقطت بين أيديهم، إذ اتضح لهم أنه كنز مهم جدا، فرسم صورة تشبيهية حديثة للشهيد مغنية وذكر أرقام هواتفه التي كان يستخدمها في أحيان نادرة وأسماء الروابط والرسل المؤتمنين له. وقد تطابق هذا الرسم مع صور للحاج رضوان التقطت له أثناء اجرائه عمليات تجميلية لتغيير تقاسم الوجه في عيادة تبين أنها تابعة لوكالة الاستخبارات في المانيا الشرقية.
وقد تمكن الموساد من رصد دخول الحاج رضوان الى سوريا عبر الأراضي اللبنانية من خلال معلومة أعطيت عن دخوله الى الأراضي السورية قرب مركز الأمن العام اللبناني الحدودي مع سوريا. عندها دعا رئيس الموساد قادة الجهاز ورئيس جهاز الشاباك ومستشار الأمن القومي والمستشار السياسي لرئيس الوزراء آنذاك " أيهود أولمرت"، وقائد وحدة الاغتيالات في الموساد، ورئيس قسم العمليات في الموساد، وقرر المجتمعون عدم تسجيل بروتوكول الجلسة واتفقوا على أن الاغتيال سيتم من خلال وضع عبوة ناسفة في سيارته بعدما تمكنت وحدة الرصد من عدم وجود مرافقين وسيارات مرافقةله أثناء دخوله الأراضي السورية.
وقد أوصى رئيس الموساد أن يتم الاغتيال في 12 شباط عام 2008، وهو اليوم الذي ينظم فيه المركز الثقافي الإيراني بسوريا احتفالات ذكرى انتصار الثورة الايرانية، حيث توقع رئيس الموساد أن الشهيد سيشارك في الاحتفال في قلب العاصمة السورية. وقد تم اختيار ثلاثة أشخاص يهود من أوروبا تابعين للموساد أوكلت اليهم مهمة تنفيذ العملية. ودرس الثلاثة الخطة وانتظروا الضوء الأخضر بتنفيذها، وفي العاشر من شباط وصل الأشخاص الثلاثة الى دمشق، واستأجروا سيارة مشتركة. وتلقوا فور وصولهم مساعدة من عملاء لبنانيين وفلسطينيين، نقلوهم الى مكان سري، وسلموهم المتفجرات التي استخدمت في العملية. وقد تمكن وحدة الرصد والمراقبة من تتبع وجهة سير الحاج رضوان لدى دخوله الحدود السورية، حيث تبين لها أنه يقود سيارة نوع "ميتسوبيشي باجيرو" لون فضي ومكث في مبنى سكني في حي كفر سوسة في دمشق، وهو حي سكني هادئ غربي المدينة يقع بين طرفيه مبنى وزارة الخارجية السورية ومبنى صحيفة الثورة.
وفي ليل الحادي عشر من شباط تمكن منفذو العملية من زرع العبوة الناسفة في كرسي مقعد السائق في سيارة الحاج رضوان. وفي صباح 13/2/2008 وحوالي الساعة العاشرة والنصف،وما ان دخل الحاج عماد سيارته وجلس خلف المقود، وأدارمفتاح المحرك حتى انفجرت العبوة وأدت الى استشهاده على الفور.
ومن المعلوم أيضا أن هناك حوالي 40 جهاز أمني في العالم كان يتتبع تحركات وتنقلات الحاج عماد، وكان من بينها أجهزة أمنية اقليمية وعربية متورطة في الاغتيال ومنها أجهزة الأمن السعودية وعلى رأسها " بندر بن سلطان". وأن الهدف من العملية كان تصفية مهندس انتصارات المقاومة، وخلق موقف محرج لحزب الله قدر البعض أنه من الممكن أن يطيح بالعلاقة بين سوريا وحزب الله. ولكن بعد أن ظهرت الحقيقة بتورط أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وبمساعدة من أجهزة استخباراتية أمريكية وعربية، فان المقاومة لا يمكن أن تسكت عن عملية الاغتيال هذه، وأن اسرائيل سوف تلقى درسا قاسيا جدا بالرد على عملية الاغتيال هذه، ما يدفعها الى الندم على تنفيذ العملية مهما طال الزمن، لأن المقاومة لا تنسى شهدائها وأسراها وقادتها أبدا.
/ انتهى التقرير /